jjoffe2_Mikhail SvetlovGetty Images_trump putin Mikhail Svetlov/Getty Images

عودة إلى الهيمنة الأميركية الليبرالية

هامبورج ــ بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترمب، يرفع رحيله الوشيك الآمال إلى عنان السماء. فالآن سيحل جو بايدن، الرجل صاحب الميول الدولية والمؤسسية، محل الـمُـعَـطِّـل الأعظم. وهو يحب أوروبا ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وعلى النقيض من ترمب سيعامل أصدقاء أميركا بشكل أفضل من معاملته لخصومها التقليديين، بما في ذلك من خلال احترام التجارة الحرة. وفي عالَـم الأمن، لن يُـمـطِـر الحلفاء بتهديدات ترقى إلى مستوى "إما أن تدفعوا أو ننسحب!". وسوف تعود التعددية إلى توجيه السياسة الأميركية مرة أخرى. ستعود أميركا إلى الهيمنة الليبرالية بدلا من النسخة غير الليبرالية الضيقة الأفق التي انتهجها ترمب.

يعني وصف "الليبرالي" ضمنا نظاما دوليا قائما على القواعد، فضلا عن الترويج للديمقراطية، والمجتمعات المفتوحة. الواقع أن ترمب لم يـهـجـر هذه المبادئ فحسب، بل أظهر أيضا ولعه بالرجال الأقوياء في العالم (الحكام المستبدين)، فلم يتورع عن مغازلة أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ودكتاتور كوريا الشمالية كيم جونج أون بالتناوب. (بطبيعة الحال، لا يمكن إلصاق الاتجاه إلى ملاطفة وتدليل المملكة العربية السعودية بترمب؛ فقد التزمت كل الإدارات السابقة بالقول المأثور العتيق: "ربما يكون ولدا غير شرعي، لكنه ولدنا غير الشرعي").

كانت لعبة ترمب محصلتها صِـفر على نحو ثابت لم يتغير، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتجارة. وكان هذا خروجا لافتا للنظر عن التقليد الأميركي الذي ظل قائما منذ ما بعد الحرب، والذي أَكَّـد على النتائج ذات المحصلة الإيجابية التي تضمن الفوز للجانبين. لقد جَـرَّ ترمب العالم إلى سياسات القوة التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر: الدول بموجب هذه الرؤية ليس لديها أصدقاء دائمون، بل مصالح دائمة.

https://prosyn.org/Hrv52myar