نيويورك/نيوهافين ــ في تناقض صارخ مع القيادة الفعالة التي أظهرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والنظام التكنوقراطي الاستبدادي في سنغافورة، واجهت القيادات القومية اليمينية المتطرفة في العالم أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) بسياسة لم نشهدها منذ عقود: السياسة الفاشّـية في مواجهة المرض. والحق أن لا أحد يجسد هذا النوع من السياسة أفضل من رئيس البرازيل، جايير بولسونارو.
صحيح أن عددا من زعماء العالم الآخرين - بما في ذلك رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا وحكام بيلاروسوتركمانستانوكوريا الشمالية الديكتاتوريين - لا يزالون ينكرون حقيقة أن فيروس كورونا يشكل أي تهديد. لكن من بين منكري خطر الفيروس، يحتل بولسونارو مكانا خاصا به.
من بين أمور أخرى، أقال بولسونارو مؤخرا وزير الصحة البرازيلي، لويز مانديتا، لمجرد دعوته إلى اتخاذ إجراءات مخففة لتطبيق التباعد الاجتماعي. في الواقع، يبدو أن بولسونارو يسير على خطى نظيره الأميركي، دونالد ترمب، الذي أطاح مؤخرا بمسؤول صحي كبير بسبب معارضة جهوده في الدفاع عن علاج لم تثبت فعاليته علميا في مكافحة فيروس كورونا 2019.
طوال فترة الأزمة، ورط ترمب نفسه فيما لا طاقة له به، وتذبذب بشكل غير متسق بين الإنكار من جهة، والدعوات لاتخاذ إجراءات حاسمة من جهة أخرى، وفي الآونة الأخيرة، تكهن بإمكانية معالجة فيروس كورونا 2019 عن طريق الحقن بالمطهرات المنزلية. ومع ذلك، يعمل هو وبولسونارو على توجيه نفس الدافع السياسي لوضع نفسيهما فوق العلم والخبرة، بتعظيم شأن حدسهما الغريزي وتبرير قراراتهما بالإيمان والخرافة. وعلى الرغم من أن "استراتيجياتهما" قد تبدو مختلفة ظاهريا، إلا أنهما يتشاركان خلفية تاريخية فاشّـية تتمحور حول فكرة تقديس القائد وأسطورة العظمة القومية - وهي عظمة يُزعم أنها تضررت على يد الأممية والليبرالية (التي يساويها الفاشّـيون بالشيوعية).
في جميع أنحاء العالم، تتميز ردود فعل قادة اليمين المتطرف في مواجهة الجائحة بعناصر رئيسية مستمدة من الأيديولوجية الفاشّية. على سبيل المثال، بعد إصابة أعضاء حزب فوكس (Vox) القومي اليميني في إسبانيا بالمرض أثناء مسيراتهم السياسية، زعموا أن أجسامهم المضادة تمثل معركة الأمة ضد محتل أجنبي. كما عبر عن ذلك أحد زعماء "فوكس"، خافيير أورتيجا سميث، حين قال: "أجسامي المضادة الإسبانية تُقاتل الفيروسات الصينية الملعونة".
وعلى نحو مشابه، ادّعى بولسنارو في أول خطاب هام له حول فيروس كورونا (في 24 مارس/آذار)، أن البرازيل لم تكن عرضة بوجه خاص لخطر الفيروس. كما دفع بالقول إنه على عكس إيطاليا الواهنة، "ذات العدد الكبير من كبار السن، فإن البرازيل المعاصرة تمتلك كل شيء، نعم، كل شيء لكي تصبح أمة عظيمة". ثم وصف بولسونارو "تاريخه الرياضي"، ومن ثم انغمس في فكرة فاشّـية نمطية أخرى: القائد بوصفه تجسيدا لصحة الأمة ونشاطها. ووفقا "للبولسونارية"، فإن بولسنارو ببساطة هو البرازيل.
ثمة سبب وجيه لأن يُطلق بعض المراقبين على بولسونارو، الذي انتخب في أواخر عام 2018، لقب "ترمب المناطق الاستوائية" في وسائل الإعلام. في الواقع، ظهر التقارب بين بولسونارو وترمب بشكل أكثر وضوحا من أي وقت مضى خلال رد فعله على الوباء. فعندما دعا ترمب في أواخر مارس/آذار لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي بحلول عيد الفصح، حذا بولسونارو حذوه على الفور.
لكن، على عكس ترمب، يفي بولسونارو بوعوده. ففي حين ألمح ترمب كثيرا إلى رغبته في اكتساب سلطة مطلقة، إلا أنه يتراجع دائما. على النقيض من ذلك، ينضم بولسونارو إلى احتجاجات عامة لدعم تدخل الجيش البرازيلي من أجل حل الكونجرس والمحاكم. إنه "الهو" بالنسبة إلى شخصية ترمب، فهو يتصرف بما لا يمكن لترمب إلا أن يتخيله. وبالنظر إلى أن الفاشّـية مبنية في الأساس على حلم السيطرة الكاملة من جانب زعيم واحد، تفوق بولسونارو الآن على مُعلمه في الاقتراب من تحقيق هذا الحلم.
علاوة على ذلك، يعد الواقع في السياسة الفاشّـية مجرد أداة يمكن من خلالها نشر الأيديولوجية وتأكيد الهيمنة. وكما قال هتلر في كتابه، كفاحي، "ستنظر الدولة القومية إلى العلم باعتباره وسيلة لتضخيم الشعور بالكبرياء الوطني".
بخلاف البرازيل والولايات المتحدة، تقع ديمقراطية كبرى أخرى - الأكبر في العالم - تحت حكم اليمين المتطرف: الهند. حيث دأب رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم على استغلال الجائحة للدفع بحملة شيطنة متواصلة ضد السكان المسلمين في الهند.
من أجل تحقيق هذا الغرض، تعزو حكومة مودي بشكل علني انتشار فيروس كورونا إلى اجتماع سنوي لجماعة التبليغ الإسلامية، بينما تتجاهل الاجتماعات المماثلة التي تعقدها الجماعات الهندوسية. وكما أشارت الصحفية رنا أيوب، فليس من المستغرب أن "كلا من هاشتاج جهاد كورونا (#CoronaJihad)، والجهاد البيولوجي (#BioJihad) قد غمرا تويتر" في الأسابيع الأخيرة.
تستند رسالة حكومة مودي إلى كذبة مثيرة للاشمئزاز، لكنها رسالة تترتب عليها عواقب بعيدة المدى بالنسبة إلى مسلمي الهند. قبل انتشار فيروس كورونا بوقت طويل، استُهدف المسلمون من قبل حملة تمييز تشنها الدولة. وبالإضافة إلى جهود حكومية رسمية تهدف إلى تجريد الملايين من المسلمين من جنسيتهم، تصاعد العنف ضد المسلمين خارج نطاق القضاء، بما في ذلك وقوع مذبحة تزامنت مع زيارة ترمب الرسمية الفخمة إلى الهند في وقت سابق من هذا العام.
في السياسة الفاشّـية، غالبا ما يجري تصوير أعضاء المجموعة المغضوب عليها باعتبارهم حاملين للأمراض. هكذا وصف النازيون اليهود، وهذه هي الطريقة التي تبرر بها الحكومات اليمينية المتطرفة اليوم سياسات تستهدف المهاجرين والأقليات. في إيطاليا، موطن أول نظام فاشّـي في العالم، احتج زعيم حزب الرابطة اليميني، ماتيو سالفيني، في فبراير/شباط قائلا "إن السماح بقدوم مهاجرين من أفريقيا، حيث تأكد وجود الفيروس، هو تصرف غير مسؤول". في ذلك الوقت، كانت توجد بالفعل 229 حالة عدوى مؤكدة في إيطاليا، وواحدة فقط في كل أفريقيا.
في الواقع، ليس من المستغرب أن تستغل إدارة ترمب أيضا أزمة فيروس كورونا لتعزيز موقفها المناهض للمهاجرين. حيث ذهبت الإدارة إلى ما هو أبعد بكثير من هجماتها الجنونية على المهاجرين غير الشرعيين، وفرضت الآن تجميدا شاملا لعمليات الهجرة القانونية.
في أوقات الأزمات، يميل القادة السياسيون دائما إلى إلقاء اللوم على أعداء أيديولوجيين معروفين، لأن هذا يُضفي نوعا من التماسك على سردياتهم. لكن كما ذكَّرتنا حنة آرنت، "تتمثل نقطة الضعف الرئيسية في الدعاية الشمولية في كونها غير قادرة على إشباع توق الجماهير إلى عالم مفهوم، ومتسق تماما، وقابل للتنبؤ به دون أن يتعارض ذلك بصورة جدية مع المنطق السليم".
الآن بعد أن تجاوزت الولايات المتحدة ستين ألف حالة وفاة مؤكدة بسبب فيروس كورونا 2019 (ومن شبه المؤكد أن إجمالي عدد الحالات أكثر من ذلك بكثير)،يفرض الواقع نفسه في مواجهة الدعاية. لكن كما تعلمنا من تاريخ الفاشّـية، لا يوجد ما يضمن انتصار المنطق السليم.
ترجمة: معاذ حجاج Translated by: Moaaz Hagag
نيويورك/نيوهافين ــ في تناقض صارخ مع القيادة الفعالة التي أظهرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والنظام التكنوقراطي الاستبدادي في سنغافورة، واجهت القيادات القومية اليمينية المتطرفة في العالم أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19 COVID-19) بسياسة لم نشهدها منذ عقود: السياسة الفاشّـية في مواجهة المرض. والحق أن لا أحد يجسد هذا النوع من السياسة أفضل من رئيس البرازيل، جايير بولسونارو.
صحيح أن عددا من زعماء العالم الآخرين - بما في ذلك رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا وحكام بيلاروسوتركمانستانوكوريا الشمالية الديكتاتوريين - لا يزالون ينكرون حقيقة أن فيروس كورونا يشكل أي تهديد. لكن من بين منكري خطر الفيروس، يحتل بولسونارو مكانا خاصا به.
من بين أمور أخرى، أقال بولسونارو مؤخرا وزير الصحة البرازيلي، لويز مانديتا، لمجرد دعوته إلى اتخاذ إجراءات مخففة لتطبيق التباعد الاجتماعي. في الواقع، يبدو أن بولسونارو يسير على خطى نظيره الأميركي، دونالد ترمب، الذي أطاح مؤخرا بمسؤول صحي كبير بسبب معارضة جهوده في الدفاع عن علاج لم تثبت فعاليته علميا في مكافحة فيروس كورونا 2019.
طوال فترة الأزمة، ورط ترمب نفسه فيما لا طاقة له به، وتذبذب بشكل غير متسق بين الإنكار من جهة، والدعوات لاتخاذ إجراءات حاسمة من جهة أخرى، وفي الآونة الأخيرة، تكهن بإمكانية معالجة فيروس كورونا 2019 عن طريق الحقن بالمطهرات المنزلية. ومع ذلك، يعمل هو وبولسونارو على توجيه نفس الدافع السياسي لوضع نفسيهما فوق العلم والخبرة، بتعظيم شأن حدسهما الغريزي وتبرير قراراتهما بالإيمان والخرافة. وعلى الرغم من أن "استراتيجياتهما" قد تبدو مختلفة ظاهريا، إلا أنهما يتشاركان خلفية تاريخية فاشّـية تتمحور حول فكرة تقديس القائد وأسطورة العظمة القومية - وهي عظمة يُزعم أنها تضررت على يد الأممية والليبرالية (التي يساويها الفاشّـيون بالشيوعية).
في جميع أنحاء العالم، تتميز ردود فعل قادة اليمين المتطرف في مواجهة الجائحة بعناصر رئيسية مستمدة من الأيديولوجية الفاشّية. على سبيل المثال، بعد إصابة أعضاء حزب فوكس (Vox) القومي اليميني في إسبانيا بالمرض أثناء مسيراتهم السياسية، زعموا أن أجسامهم المضادة تمثل معركة الأمة ضد محتل أجنبي. كما عبر عن ذلك أحد زعماء "فوكس"، خافيير أورتيجا سميث، حين قال: "أجسامي المضادة الإسبانية تُقاتل الفيروسات الصينية الملعونة".
وعلى نحو مشابه، ادّعى بولسنارو في أول خطاب هام له حول فيروس كورونا (في 24 مارس/آذار)، أن البرازيل لم تكن عرضة بوجه خاص لخطر الفيروس. كما دفع بالقول إنه على عكس إيطاليا الواهنة، "ذات العدد الكبير من كبار السن، فإن البرازيل المعاصرة تمتلك كل شيء، نعم، كل شيء لكي تصبح أمة عظيمة". ثم وصف بولسونارو "تاريخه الرياضي"، ومن ثم انغمس في فكرة فاشّـية نمطية أخرى: القائد بوصفه تجسيدا لصحة الأمة ونشاطها. ووفقا "للبولسونارية"، فإن بولسنارو ببساطة هو البرازيل.
BLACK FRIDAY SALE: Subscribe for as little as $34.99
Subscribe now to gain access to insights and analyses from the world’s leading thinkers – starting at just $34.99 for your first year.
Subscribe Now
ثمة سبب وجيه لأن يُطلق بعض المراقبين على بولسونارو، الذي انتخب في أواخر عام 2018، لقب "ترمب المناطق الاستوائية" في وسائل الإعلام. في الواقع، ظهر التقارب بين بولسونارو وترمب بشكل أكثر وضوحا من أي وقت مضى خلال رد فعله على الوباء. فعندما دعا ترمب في أواخر مارس/آذار لإعادة فتح الاقتصاد الأميركي بحلول عيد الفصح، حذا بولسونارو حذوه على الفور.
لكن، على عكس ترمب، يفي بولسونارو بوعوده. ففي حين ألمح ترمب كثيرا إلى رغبته في اكتساب سلطة مطلقة، إلا أنه يتراجع دائما. على النقيض من ذلك، ينضم بولسونارو إلى احتجاجات عامة لدعم تدخل الجيش البرازيلي من أجل حل الكونجرس والمحاكم. إنه "الهو" بالنسبة إلى شخصية ترمب، فهو يتصرف بما لا يمكن لترمب إلا أن يتخيله. وبالنظر إلى أن الفاشّـية مبنية في الأساس على حلم السيطرة الكاملة من جانب زعيم واحد، تفوق بولسونارو الآن على مُعلمه في الاقتراب من تحقيق هذا الحلم.
علاوة على ذلك، يعد الواقع في السياسة الفاشّـية مجرد أداة يمكن من خلالها نشر الأيديولوجية وتأكيد الهيمنة. وكما قال هتلر في كتابه، كفاحي، "ستنظر الدولة القومية إلى العلم باعتباره وسيلة لتضخيم الشعور بالكبرياء الوطني".
بخلاف البرازيل والولايات المتحدة، تقع ديمقراطية كبرى أخرى - الأكبر في العالم - تحت حكم اليمين المتطرف: الهند. حيث دأب رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم على استغلال الجائحة للدفع بحملة شيطنة متواصلة ضد السكان المسلمين في الهند.
من أجل تحقيق هذا الغرض، تعزو حكومة مودي بشكل علني انتشار فيروس كورونا إلى اجتماع سنوي لجماعة التبليغ الإسلامية، بينما تتجاهل الاجتماعات المماثلة التي تعقدها الجماعات الهندوسية. وكما أشارت الصحفية رنا أيوب، فليس من المستغرب أن "كلا من هاشتاج جهاد كورونا (#CoronaJihad)، والجهاد البيولوجي (#BioJihad) قد غمرا تويتر" في الأسابيع الأخيرة.
تستند رسالة حكومة مودي إلى كذبة مثيرة للاشمئزاز، لكنها رسالة تترتب عليها عواقب بعيدة المدى بالنسبة إلى مسلمي الهند. قبل انتشار فيروس كورونا بوقت طويل، استُهدف المسلمون من قبل حملة تمييز تشنها الدولة. وبالإضافة إلى جهود حكومية رسمية تهدف إلى تجريد الملايين من المسلمين من جنسيتهم، تصاعد العنف ضد المسلمين خارج نطاق القضاء، بما في ذلك وقوع مذبحة تزامنت مع زيارة ترمب الرسمية الفخمة إلى الهند في وقت سابق من هذا العام.
في السياسة الفاشّـية، غالبا ما يجري تصوير أعضاء المجموعة المغضوب عليها باعتبارهم حاملين للأمراض. هكذا وصف النازيون اليهود، وهذه هي الطريقة التي تبرر بها الحكومات اليمينية المتطرفة اليوم سياسات تستهدف المهاجرين والأقليات. في إيطاليا، موطن أول نظام فاشّـي في العالم، احتج زعيم حزب الرابطة اليميني، ماتيو سالفيني، في فبراير/شباط قائلا "إن السماح بقدوم مهاجرين من أفريقيا، حيث تأكد وجود الفيروس، هو تصرف غير مسؤول". في ذلك الوقت، كانت توجد بالفعل 229 حالة عدوى مؤكدة في إيطاليا، وواحدة فقط في كل أفريقيا.
في الواقع، ليس من المستغرب أن تستغل إدارة ترمب أيضا أزمة فيروس كورونا لتعزيز موقفها المناهض للمهاجرين. حيث ذهبت الإدارة إلى ما هو أبعد بكثير من هجماتها الجنونية على المهاجرين غير الشرعيين، وفرضت الآن تجميدا شاملا لعمليات الهجرة القانونية.
في أوقات الأزمات، يميل القادة السياسيون دائما إلى إلقاء اللوم على أعداء أيديولوجيين معروفين، لأن هذا يُضفي نوعا من التماسك على سردياتهم. لكن كما ذكَّرتنا حنة آرنت، "تتمثل نقطة الضعف الرئيسية في الدعاية الشمولية في كونها غير قادرة على إشباع توق الجماهير إلى عالم مفهوم، ومتسق تماما، وقابل للتنبؤ به دون أن يتعارض ذلك بصورة جدية مع المنطق السليم".
الآن بعد أن تجاوزت الولايات المتحدة ستين ألف حالة وفاة مؤكدة بسبب فيروس كورونا 2019 (ومن شبه المؤكد أن إجمالي عدد الحالات أكثر من ذلك بكثير)،يفرض الواقع نفسه في مواجهة الدعاية. لكن كما تعلمنا من تاريخ الفاشّـية، لا يوجد ما يضمن انتصار المنطق السليم.
ترجمة: معاذ حجاج Translated by: Moaaz Hagag