rodrik177_Oli ScarffGetty Images_office workers Oli Scarff/Getty Images

الشأن العام

كمبريدج ــ قبل خمسين عاما، نَـشَـرَ ميلتون فريدمان مقالا في صحيفة نيويورك تايمز أوضح فيها بالتفصيل ما أصبح يُـعـرَفَ بـمذهب فريدمان: "تتلخص المسؤولية الاجتماعية التي تتحملها الشركات في زيادة أرباحها". كانت فكرة طورها في كتابه الصادر في عام 1962 بعنوان "الرأسمالية والحرية"، حيث زعم أن المسؤولية "الوحيدة" التي تدين بها أي شركة للمجتمع تتمثل في ملاحقة هدف تعظيم الأرباح في إطار القواعد القانونية التي تحكم اللعبة.

يفرض مذهب فريدمان بصمته على عصرنا. فقد أضفى الشرعية على الرأسمالية الحرة التي أنتجت انعدام الأمان الاقتصادي، الذي عمل على توسيع فجوات التفاوت، وتعميق الانقسامات الإقليمية، وزيادة حدة تغير المناخ وغير ذلك من المشاكل البيئية. وفي النهاية، أدى أيضا إلى ردة فعل عنيفة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. واستجابت شركات عديدة كبرى من خلال الانهماك في مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات ــ أو التشدق به.

ينعكس هذا المفهوم في ذكرى سنوية أخرى هذا العام. يستهدف الميثاق العالمي للأمم المتحدة، الذي أُطـلِق قبل 20 عاما، مذهب فريدمان بشكل مباشر من خلال محاولة إقناع الشركات بالاضطلاع بدور الوكلاء للصالح الاجتماعي الأوسع. وقد وقعت أكثر من 11 ألف شركة تزاول أعمالها في 156 دولة على الميثاق، وبذلت التعهدات في مجالات حقوق الإنسان، ومعايير العمل والمعايير البيئية، ومكافحة الفساد.

https://prosyn.org/aavYqpPar