james191_Chip SomodevillaGetty Images_janetyellen - Copy Chip Somodevilla/Getty Images

علاقات صداقة أفلاطونية بلا مصالح

برينستون ــ كان في غزو روسيا لأوكرانيا تحديا للنظام الدولي، ولكن كذلك كانت استجابة الدول الصناعية الكبرى. في خطاب لافت للانتباه ألقته أمام المجلس الأطلسي في وقت سابق من هذا الشهر، استشهدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين باستجابة الصين الغامضة للعدوان الروسي كسبب "لنقل المزيد من الإنتاج إلى مناطق صديقة". تتلخص الفكرة في أن الولايات المتحدة وشركاءها وحلفاءها ينبغي لهم فرض المزيد من السيطرة على سلاسل التوريد المهمة من خلال تحويل علاقاتهم التجارية بعيدا عن المنافسين الاستراتيجيين.

يتناقض مبدأ يلين في نقل الإنتاج إلى مناطق صديقة بشكل صارخ مع العقيدة الغربية القائمة منذ أمد بعيد والتي نشأت أثناء الحرب الباردة. لعقود من الزمن، لاحق قادة الولايات المتحدة وأوروبا استراتيجية العولمة، التي تشكل العلاقات التجارية على أساس فهم مفاده أن البلدان المهمشة أو المعادية في السابق يمكن إدخالها في نظام دولي مستقر واحد من خلال العلاقات التجارية والمالية. لم يكن الأمل في تسبب النمو الاقتصادي في تخفيف حدة الصراعات الإيديولوجية والأمينة أشد وضوحا وتأثيرا قَـط مما كان عليه في ألمانيا.

من خلال سياسة "التغيير من خلال التجارة"، لاحقت ألمانيا لفترة طويلة نهج التجارة أولا في إدارة العلاقات مع روسيا، ومع الاتحاد السوفييتي من قبلها. كان هذا دوما مصدر توتر بين القوى الغربية. منذ رئاسة رونالد ريجان قبل 40 سنة، كانت الولايات المتحدة تُـعـرِب عن مخاوفها إزاء التأثير الذي تخلفه مشاريع خطوط الأنابيب الروسية الألمانية على الغايات الأمنية عبر ضفتي الأطلسي. بطبيعة الحال، ربما ساعدت المشاركة الألمانية على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي في التخفيف أيضا من حدة مواقف الاتحاد السوفييتي حتى أواخر ثمانينيات القرن العشرين، مما أدى إلى إنهاء الحرب الباردة.

https://prosyn.org/JG5bzYhar