القدس - من الصعب أن نتخيل أن أحداً في المشرق العربي أو الشرق الأوسط الأوسع تمكن من النوم ليلة السبت 14 نيسان، حيث أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية باتجاه مواقع استراتيجية في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وقد تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبًا قبل أن تصل إلى أهدافها، وذلك نتيجة لجهود منسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والمملكة المتحدة. كان الدافع وراء هجوم يوم السبت هو قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا، من بينهم عدد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وقد أجبر هذا العمل، وهو انتهاك واضح لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، الجمهورية الإسلامية على الرد.
وقد اختارت إيران ضرب إسرائيل مباشرة، وهو قرار مدفوع على الأرجح بالرغبة في الدفاع عن كبريائها الوطني في أعقاب الهجوم على قنصليتها التي تعتبر، وفقًا لاتفاقية فيينا، أرضًا ذات سيادة للجمهورية الإسلامية.
ومن المفارقات أن هذا التصعيد الخطير يمثل فرصة فريدة من نوعها لوقف إطلاق النار في المنطقة - مما قد ينهي الحرب بين إسرائيل وحماس، ويمنع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، ويوقف هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع استعراض كلا الطرفين لقدراتهما العسكرية، وبافتراض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستجيب تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الانتقام من إيران، قد تعود المنطقة إلى توازن غير مستقر. وكما أظهرت الحرب الباردة، يمكن لتوازن الرعب أن يكون رادعًا قويًا يعزز السلام والاستقرار.
ولكن للاستفادة من هذه الفرصة الضيقة، يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يصدر قرارًا قويًا وملزمًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في المنطقة. وبالإضافة إلى إسرائيل وإيران، يجب أن ينطبق هذا القرار على جميع دول المنطقة والأطراف الثالثة المقاتلة.
وعلاوة على ذلك، يجب أن يعالج هذا القرار الملزم القضية المركزية التي تقود النوبة الحالية من عدم الاستقرار الإقليمي - الحرب في غزة. وتماشيًا مع قراره السابق الصادر في 25 مارس/آذار، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه، يجب على مجلس الأمن أن يطالب بوقف فوري للقصف الإسرائيلي المستمر على غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين. ومن خلال مطالبة كلا الطرفين "بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم"، يمكن للقرار أن يسهل أيضًا إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
Don’t miss our next event, taking place at the AI Action Summit in Paris. Register now, and watch live on February 10 as leading thinkers consider what effective AI governance demands.
Register Now
وخلافًا لادعاءات بعض ممثلي الولايات المتحدة، فإن قرار مجلس الأمن في 25 آذار/مارس كان ملزمًا. ولكن نظراً لخطر نشوب حرب شاملة، يجب على مجلس الأمن أن يقوم فوراً بصياغة قرار جديد والتصويت عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يغطي المنطقة بأسرها. وينبغي أن يهدف القرار الجديد إلى تيسير التوصل إلى حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتوفير خارطة طريق مفصلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967. وكما ذكرت المملكة العربية السعودية، فإن "الطريق إلى الحل" الموثوق به هو شرطا مسبقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
على مدى الأشهر الستة الماضية، دعمت إدارة بايدن إسرائيل دون تحفظ، حتى على حساب خسارة الدعم السياسي بين الناخبين التقدميين والعرب الأمريكيين. والآن، يجب على صانعي السياسة الأمريكية أن يفهموا الحكومة الإسرائيلية أنهم لن يتسامحوا مع المزيد من التأخير أو التلاعب عندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق السلام.
ومن المؤكد أن إعادة إعمار غزة سيستغرق سنوات وستتطلب جهداً دولياً كبيراً. ولكن تحقيق وقف إطلاق نار إقليمي فعال وقابل للتنفيذ هو خطوة أولى حاسمة. وأي شيء أقل من ذلك يخاطر بإدامة دورة لا نهاية لها من الحرب والمعاناة التي لا تفيد أحدًا، لا سيما الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سئموا من هذا الصراع المستمر منذ عقود.
ويؤكد تفجير القنصلية الإيرانية والهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل على التكلفة المحتملة للحرب الإقليمية. وقد يؤدي الفشل في اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لوقف التصعيد إلى إعاقة المنطقة لعقود من الزمن. ويجب أن يكون تأمين وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة على رأس أولويات المجتمع الدولي.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
While "globalization" typically conjures images of long-distance trade and migration, the concept also encompasses health, the climate, and other forms of international interdependence. The perverse irony is that an anti-globalist America may end up limiting the beneficial forms while amplifying the harmful ones.
worries that we will end up with only harmful long-distance dependencies, rather than beneficial ones.
Though Donald Trump attracted more support than ever from working-class voters in the 2024 US presidential election, he has long embraced an agenda that benefits the wealthiest Americans above all. During his second term, however, Trump seems committed not just to serving America’s ultra-rich, but to letting them wield state power themselves.
Given the United Kingdom’s poor investment performance over the past 30 years, any government would need time and luck to turn things around. For so many critics and commentators to trash the current government’s growth agenda before it has even been launched is counterproductive, if not dangerous.
sees promise in the current government’s economic-policy plan despite its imperfections.
القدس - من الصعب أن نتخيل أن أحداً في المشرق العربي أو الشرق الأوسط الأوسع تمكن من النوم ليلة السبت 14 نيسان، حيث أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية باتجاه مواقع استراتيجية في إسرائيل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وقد تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة والصواريخ تقريبًا قبل أن تصل إلى أهدافها، وذلك نتيجة لجهود منسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والمملكة المتحدة. كان الدافع وراء هجوم يوم السبت هو قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا، من بينهم عدد من كبار أعضاء الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وقد أجبر هذا العمل، وهو انتهاك واضح لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، الجمهورية الإسلامية على الرد.
وقد اختارت إيران ضرب إسرائيل مباشرة، وهو قرار مدفوع على الأرجح بالرغبة في الدفاع عن كبريائها الوطني في أعقاب الهجوم على قنصليتها التي تعتبر، وفقًا لاتفاقية فيينا، أرضًا ذات سيادة للجمهورية الإسلامية.
ومن المفارقات أن هذا التصعيد الخطير يمثل فرصة فريدة من نوعها لوقف إطلاق النار في المنطقة - مما قد ينهي الحرب بين إسرائيل وحماس، ويمنع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، ويوقف هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع استعراض كلا الطرفين لقدراتهما العسكرية، وبافتراض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستجيب تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الانتقام من إيران، قد تعود المنطقة إلى توازن غير مستقر. وكما أظهرت الحرب الباردة، يمكن لتوازن الرعب أن يكون رادعًا قويًا يعزز السلام والاستقرار.
ولكن للاستفادة من هذه الفرصة الضيقة، يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يصدر قرارًا قويًا وملزمًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في المنطقة. وبالإضافة إلى إسرائيل وإيران، يجب أن ينطبق هذا القرار على جميع دول المنطقة والأطراف الثالثة المقاتلة.
وعلاوة على ذلك، يجب أن يعالج هذا القرار الملزم القضية المركزية التي تقود النوبة الحالية من عدم الاستقرار الإقليمي - الحرب في غزة. وتماشيًا مع قراره السابق الصادر في 25 مارس/آذار، والذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه، يجب على مجلس الأمن أن يطالب بوقف فوري للقصف الإسرائيلي المستمر على غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين. ومن خلال مطالبة كلا الطرفين "بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم"، يمكن للقرار أن يسهل أيضًا إطلاق سراح الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
PS Events: AI Action Summit 2025
Don’t miss our next event, taking place at the AI Action Summit in Paris. Register now, and watch live on February 10 as leading thinkers consider what effective AI governance demands.
Register Now
وخلافًا لادعاءات بعض ممثلي الولايات المتحدة، فإن قرار مجلس الأمن في 25 آذار/مارس كان ملزمًا. ولكن نظراً لخطر نشوب حرب شاملة، يجب على مجلس الأمن أن يقوم فوراً بصياغة قرار جديد والتصويت عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يغطي المنطقة بأسرها. وينبغي أن يهدف القرار الجديد إلى تيسير التوصل إلى حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتوفير خارطة طريق مفصلة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود 1967. وكما ذكرت المملكة العربية السعودية، فإن "الطريق إلى الحل" الموثوق به هو شرطا مسبقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
على مدى الأشهر الستة الماضية، دعمت إدارة بايدن إسرائيل دون تحفظ، حتى على حساب خسارة الدعم السياسي بين الناخبين التقدميين والعرب الأمريكيين. والآن، يجب على صانعي السياسة الأمريكية أن يفهموا الحكومة الإسرائيلية أنهم لن يتسامحوا مع المزيد من التأخير أو التلاعب عندما يتعلق الأمر بالسعي لتحقيق السلام.
ومن المؤكد أن إعادة إعمار غزة سيستغرق سنوات وستتطلب جهداً دولياً كبيراً. ولكن تحقيق وقف إطلاق نار إقليمي فعال وقابل للتنفيذ هو خطوة أولى حاسمة. وأي شيء أقل من ذلك يخاطر بإدامة دورة لا نهاية لها من الحرب والمعاناة التي لا تفيد أحدًا، لا سيما الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سئموا من هذا الصراع المستمر منذ عقود.
ويؤكد تفجير القنصلية الإيرانية والهجوم الانتقامي الإيراني على إسرائيل على التكلفة المحتملة للحرب الإقليمية. وقد يؤدي الفشل في اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لوقف التصعيد إلى إعاقة المنطقة لعقود من الزمن. ويجب أن يكون تأمين وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة على رأس أولويات المجتمع الدولي.