keynes162_Tim GidalPicture PostHulton ArchiveGetty Images_keynes Tim Gidal/Picture Post/Hulton Archive/Getty Images

ترتيب أولويات التعافي بعد الجائحة

لندن ــ كان جون مينارد كينز نصيرا قويا لخطة الصفقة الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي فرانكلين ديلانو روزفلت. حيث كتب أن الطريق إلى مستقبل متحضر يمر عبر واشنطن، وليس موسكو - في رد مباشر على أولئك المثاليين، بما في ذلك بعض طلابه، الذين وضعوا ثقتهم في الشيوعية.

لكن روزفلت لم يسلم رغم ذلك من انتقادات كينز. على وجه التحديد، أشار كينز إلى خطأ روزفلت في الخلط بين التعافي والإصلاح. فالتعافي من الركود هو الأولوية الأولى؛ أما الإصلاحات الاجتماعية، "حتى الحكيمة والضرورية منها"، فقد تقف عائقا أمام التعافي من خلال تدمير الثقة في الأعمال التجارية. وكأنه تنبأ بنقاشات اليوم حول أولويات السياسة الاقتصادية لما بعد الجائحة، دفع كينز بفكرة أن ترتيب تسلسل الأولويات على النحو المناسب هو مفتاح نجاح الصفقة الجديدة.

كان المستشارون في "صندوق أفكار" فرانكلين روزفلت إصلاحيين، وليسوا من أتباع كينز، وكانت لديهم وجهة نظر مختلفة. حيث عزوا الكساد الكبير إلى القوة المفرطة التي كانت الشركات تتمتع بها، وتصوروا أن الطريق إلى الانتعاش يكمن في إحداث تغيير مؤسسي. نتيجة لذلك، كان ما يسمى بالتحفيز الكينزي مكونا ثانويا في الصفقة الجديدة - معالجة طارئة في انتظار تطوير علاجات أطول أمدا.

https://prosyn.org/O4sa7inar