roubini141_Andrew Lichtenstein Corbis via Getty Images_UStaxprotestwallstreet Andrew Lichtenstein/Corbis via Getty Images

بيان الشارع الرئيسي

نيويورك ــ من الواضح أن الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة التي اندلعت في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس تدور حول العنصرية الجهازية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة، لكنها تتعلق أيضا بأمور أخرى كثيرة. الواقع أن أولئك الذين خرجوا إلى الشوارع في أكثر من 100 مدينة أميركية يجسدون نقدا أوسع نطاقا للرئيس دونالد ترمب وما يمثله. هؤلاء هم أبناء طبقة دنيا ضخمة من الأميركيين المثقلين بالديون على نحو متزايد والذين ليس لديهم أمل في أي تحرك اجتماعي صاعد ــ الأميركيون من أصل أفريقي، واللاتينيون، وأعداد متزايدة من أصحاب البشرة البيضاء ــ يثورون ضد النظام الذي خذلهم.

لا تقتصر هذه الظاهرة على الولايات المتحدة بطبيعة الحال. ففي عام 2019 وحده، هزت مظاهرات ضخمة بوليفيا، وشيلي، وكولومبيا، وفرنسا، وهونج كونج، والهند، وإيران، والعراق، ولبنان، وماليزيا، وباكستان، بين دول أخرى. ورغم أن كلا من هذه الأحداث يرجع إلى أسباب مختلفة، فإنها عكست جميعها الاستياء إزاء الضائقة الاقتصادية، والفساد، والافتقار إلى الفرص الاقتصادية.

تساعد ذات العوامل في تفسير الدعم الانتخابي المتنامي الذي حظي به قادة شعبويون ومستبدون في السنوات الأخيرة. بعد الأزمة المالية في عام 2008، سعت العديد من الشركات إلى تعزيز الأرباح عن طريق خفض التكاليف، بدءا بالعمالة. وبدلا من توظيف العمال بعقود عمل رسمية بأجور ومزايا جيدة، تبنت الشركات نموذجا قائما على العمل بدوام جزئي، والعمل بالساعة، والعمل المؤقت، والعمل الحر، والمقاولة بالقطعة، مما خلق ما يسميه الاقتصادي جاي ستاندينج "طبقة البريكاريا". يشرح لنا ستاندينج: "أدت الانقسامات الداخلية في إطار هذه المجموعة إلى شيطنة المهاجرين وغيرهم من المجموعات المستضعفة، وأصبح بعضهم عُـرضة لمخاطر التطرف السياسي".

https://prosyn.org/ALDu3Vmar