castaneda72_Mark MakelaGetty Images_usgeorgefloydprotestracism Mark Makela/Getty Images

من أعمال الشغب إلى الإصلاح في أمريكا

مكسيكو سيتي- تكشف موجة الغضب والسخط التي تجتاح الولايات المتحدة ردا على مقتل جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس، عن التناقضات الهائلة للمجتمع الأمريكي. إذ مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى بعد أقل من ستة أشهر، تعاني الولايات المتحدة من اليأس والاستقطاب العنيف. ومع ذلك، إذا نظر المرء إلى الأزمة الثلاثية وهي كوفيد-19، والاكتئاب الاقتصادي، والاحتجاجات الجماهيرية وأعمال الشغب، يمكنه أن يلْمح فرصا محتملة هائلة.

وكما أبين في كتابي الجديد، "أمريكا بعيون أجنبية"، منذ أن توقفت الولايات المتحدة عن كونها مجتمعًا للطبقة المتوسطة، بدءًا من أوائل ثمانينيات القرن الماضي، أصبحت غير قادرة على الازدهار. وبدون دولة رفاه كاملة، فقد فشلت باستمرار في التكيف مع التحول الأساسي في نموذجها التأسيسي. إذ بُني نظامها السياسي المستوحى من أثينا، لمجتمع يعامل كل شخص في حدود دائرة حق الاقتراع على قدم المساواة تقريبًا، بينما يستبعد العديد من الأشخاص الآخرين الذين اعتبرهم "أقل مساواة" (على حد قول جورج أورويل في وصفه اللاذع للبلشفية). وشملت المجموعات المستبعدة النساء، والأمريكيين الأصليين، والأمريكيين من أصول أفريقية، و من أصول لاتينية وآسيوية، وكثيرون آخرون.

ونتيجة لهذه الظروف التأسيسية، طالما أثبت النظام السياسي الأمريكي أنه غير مجهز لإعادة تأهيل شبكة الأمان، ناهيك عن عقده الاجتماعي ذي النطاق الأوسع. وسأستشهد على ذلك بأحدث مثال، وهو محاولات الرئيس باراك أوباما إصلاح نظام الرعاية الصحية الأمريكي، الذي تشوبه عيوب واختلالات وظيفية كبيرة. فعلى الرغم من توقيع قانون الرعاية بأسعار معقولة في عام 2010، إلا أنه يحتوي على العديد من الثغرات والتدابير الناقصة، كما أن إدارة دونالد ترامب تقوضه بصورة منهجية منذ ذلك الحين.

https://prosyn.org/iyHJ4uUar