johnson171_Mark Schiefelbein - PoolGetty Images_US china Mark Schiefelbein - Pool/Getty Images

الشركات الغربية يجب أن ترحل عن الصين الآن

واشنطن العاصمة/بيركلي/كييف ــ في الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى الولايات المتحدة، كان الرئيس الصيني شي جين بينج حريصا على تشجيع الشركات الأميركية على اعتبار بلاده شريكا تجاريا وثيقا. في الواقع، ينبغي للشركات الأميركية أن تسعى إلى نقل سلاسل التوريد التي تخدمها وأعمالها الأخرى بعيدا عن الصين ــ بينما لا يزال في الوقت متسع. من الواضح أن الصين، من خلال تصرفاتها المتعمدة والمتكررة، تسعى إلى الدخول في مواجهة اقتصادية مع الولايات المتحدة.

لعقود عديدة من الزمن، لاحقت الحكومات الغربية نسخا مما يسميه الألمان " Wandel durch Handel" (التغيير من خلال التجارة)، على أمل تحقيق الاستقرار العالمي، وكبح المواجهة الدولية، و(ربما) تعزيز الديمقراطية من خلال التفاعل الاقتصادي مع الأنظمة الاستبدادية. والفكرة بسيطة: فالبلدان التي تزاول التبادل التجاري بكثافة فيما بينها لن تُـقـدِم على تعريض الأرباح والوظائف الناتجة عن هذا التبادل للخطر بالدخول في حرب؛ إذ يعمل الرخاء والاتكالية المتبادلة على تخفيف العَدَاء.

في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، صادفت هذه الاستراتيجية النجاح بدرجة مذهلة في بعض الأحيان. فقد أفضى إنشاء الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في عام 1952 إلى انتزاع المدخلات الأساسية في إنتاج الأسلحة من أيدي الحكومات الوطنية، وانتهى الأمر إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي اليوم. وأصبحت ألمانيا وفرنسا (وغيرهما من بلدان أوروبا الغربية في وقت لاحق) مترابطتين بشدة من خلال التبادل التجاري والاستثمار، على النحو الذي جعل الحرب بين أي من هذه البلدان تفرض تكلفة لا يمكن تحملها على الضحية والمعتدي على حد سواء. وأصبحت أوروبا الغربية، وهي المنطقة التي كانت لقرون من الزمن الأكثر عُـرضة لاندلاع العنف بين الدول (مع عواقب عالمية كارثية في كثير من الأحيان) معقلا للسلام.

https://prosyn.org/Ep4m5Lzar