gabriel12_FRANCOIS LO PRESTIAFP via Getty Images_brexit border Francois Lo Presti/AFP via Getty Images

أوروبا بعد خروج بريطانيا

برلين ــ "لم تتأسس الأمم المتحدة لإرسال الجنس البشري إلى الجنة، بل لإنقاذ الإنسانية من الجحيم"، هكذا قال أول أمين عام للأمم المتحدة، داج همرشولد، ذات يوم. كان يقصد بالجحيم، بالطبع، الحرب العالمية الثانية والمحرقة، التي بجانبها تتضاءل معظم تحديات اليوم بالمقارنة. ولكن على الرغم من ذلك، أفضى عدد من أسباب الارتباك والاضطرابات، مثل جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى التشكيك في العديد من المعتقدات التي اعتبرها الأوروبيون في السابق من الأمور الـمُـسَـلَّـم بها.

بفضل قيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل داخل الاتحاد الأوروبي، نجحت أوروبا في اجتياز المحن التي صاحبت العام 2020 سالمة نسبيا. الواقع أن المهمة التي أدتها في الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي خلال النصف الثاني من العام سوف تُـذكَر في الأرجح باعتبارها واحدة من أعظم النجاحات السياسية في تاريخ أوروبا بعد الحرب.

عندما اندلعت الجائحة في الربيع الماضي، بدا الأمر وكأن كل بلد عضو في الاتحاد الأوروبي سيتولى تدبر أمره بذاته. على سبيل المثال، حَـظَـرَت ألمانيا مؤقتا تصدير المساعدات والمعدات الطبية، على الرغم من الحصيلة المروعة المتزايدة الارتفاع من الوفيات في إيطاليا المجاورة. ولكن منذ ذلك الحين، أظهر الأوروبيون قدرا مبهرا من التضامن في التصدي للجائحة.

https://prosyn.org/zEcfAKvar