rajan81_GRAEME JENNINGSPOOLAFP via Getty Images_jeromepowell Graeme Jennings/Pool/AFP via Getty Images

هل يبالغ الاحتياطي الفيدرالي في استجابته؟

شيكاغو ــ من الواضح أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عازم على خفض التضخم. لكن لا أحد يستطيع أن يجزم عن يقين إلى أي مدى سيكون لزاما عليه أن يرفع أسعار الفائدة الرسمية ــ وإلى متى سيتعين عليه الإبقاء عليها مرتفعة ــ لتحقيق هدفه. لذا، يتساءل كثيرون ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي ليتسبب في جلب الركود.

يتجه التضخم الآن نحو الانخفاض، ويرجع هذا جزئيا إلى حل العقبات في سلاسل التوريد، ولكن أيضا بسبب تزايد ضَـعف الطلب. وتسببت أسعار الفائدة الأعلى في تباطؤ المشتريات المنزلية، وبالتالي بناء المساكن. والتهمت أسعار السلع والخدمات المرتفعة ميزانيات الأسر وأعاقت الإنفاق الاستهلاكي. كما أدى النمو الهزيل في الصين إلى تراجع أسعار السلع الأساسية عالميا.

بيد أن الاحتياطي الفيدرالي غير راض عن الوضع الحالي. فهو يخشى أن الأجور لا يزال من الممكن أن تلحق بالتضخم ثم تدفعه إلى الارتفاع، إلى أن ينشأ بعض التباطؤ في سوق العمل الأميركية الملتهبة. آخر ما يريده الاحتياطي الفيدرالي هو أن يضغط على زر التوقيف المؤقت ليرى التضخم يرتفع مرة أخرى مع احتفال الأسواق المالية بارتفاع أسعار الأصول المالية، ليعود الطلب إلى الارتفاع. هذا من شأنه أن يجبر صناع السياسات على رفع أسعار الفائدة بدرجة أعلى ولفترة أطول. الواقع أن "الانتهاء من الأمر مرة واحدة" سيكون أفضل كثيرا للاقتصاد وسمعة الاحتياطي الفيدرالي من "القيام بالأمر على مراحل متكررة".

https://prosyn.org/w1wKL9Sar