leonard61_MICHELE TANTUSSIPOOLAFP via Getty Images_israel uae berlin Michele Tantussi/Pool/AFP via Getty Images

ماضي الشرق الأوسط لا يموت أبدا

برلين ــ كانت الصور مؤثرة. في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، قام وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بزيارة إلى النصب التذكاري للهولوكوست (المحرقة) في برلين مع نظيريه الإسرائيلي والإماراتي. كيف قد يكون الاحتفال بتطبيع العلاقات مؤخرا بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أفضل من هذا؟ في الواقع، لم يكن لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بموجب اتفاقيات أبراهام التي أُبـرِمَـت هذا الصيف علاقة تُذكَر باحترام الماضي. وإذا كان لهذا الاتفاق أي مغزى فهو محاولة للهروب من التاريخ بكل ما في الكلمة من معنى.

طوال القسم الأعظم من حياتي، كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو القضية الـمُـحَدِّدة لهيئة الشرق الأوسط. من المنظور الغربي، كان ضمان حق إسرائيل في الوجود وسيلة لسداد دين تاريخي للشعب اليهودي: كانت إسرائيل، كوطن ليهود العالم، تأمينا ضد معاداة السامية في المستقبل. لكن في العالم العربي، كان تهجير الفلسطينيين في عام 1948، وتجربة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عام 1967، صرخة حشد دائمة للأنظمة المتعاقبة، التي استفاد أغلبها من معاناة الفلسطينيين لتحويل الانتباه بعيدا عن إخفاقاتها في الداخل.

مع هذه الخطوط المرسومة في الرمال، كان الرأي التقليدي السائد أن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاجون إلى التعويض عن أخطاء تاريخية من أجل ضمان الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو المفتاح إلى إزالة العقبات التي تحول دون إتمام عملية التطبيع الدبلوماسي في عموم المنطقة. وعلى هذا، فبالموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب اتفاق من أجل الفلسطينيين، كَـنَـسَـت الإمارات العربية المتحدة كل هذا التاريخ تحت البساط. ويمثل احتضانها لاتفاقيات أبراهام، التي سرعان ما انضمت إليها البحرين، نقلة نوعية إقليمية.

https://prosyn.org/IIAlJ4Kar