pisaniferry142_Andrey DenisyukGetty Images_EUflag Andrey Denisyuk/Getty Images

إعادة اختراع الاتحاد الأوروبي

باريس- بدأت التغيرات التكتونية التي يشهدها النظام العالمي تجبر جميع البلدان على إعادة تحديد آفاقها الاستراتيجية ونماذج نموها. ولكن، رغم أن هذه التغيرات تضر بجميع البلدان، إلا أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديًا أخطر قد يعرض وجوده ذاته للخطر.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يجد فيها الاتحاد الأوروبي نفسه عند مفترق الطرق. إذ غالبا ما تُلقي الأزمات العالمية الاتحاد في دوامة وجودية تدعو إلى التشكيك في أولوياته، وهيكله، وهدفه. وما إذا كانت أوروبا ستظل عنصرا فاعلا عالمياً رئيسياً هي مسألة تعتمد على استجابتها لاحتشاد غير مسبوق لحالات الطوارئ، وأبرزها بلا شك الحرب في أوكرانيا، التي كانت تذكيرًا صارخًا بضرورة أن يطور الاتحاد الأوروبي هويته الأمنية للدفاع عن حدوده.

ولكن هناك قضايا أخرى تتسم بنفس القدر من الإلحاح. إن التنافس المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين يعيد رسم خريطة القوة العالمية. وفي ظل انقسام العالم المتزايد إلى كتل متنافسة، يجب أن تقرر أوروبا ما إذا كانت ستتحالف بالكامل مع الولايات المتحدة أو تحتفظ بقدر ضئيل من استقلالية السياسة.

https://prosyn.org/sIWfc49ar