skidelsky140_Hulton-DeutschCollectionCorbisviaGettyImages_leaderscelebrateaftertreatyofversailles Hulton-Deutsch Collection/Corbis via Getty Images

من فرساي إلى اليورو

لندن ــ يصادف هذا الشهر حلول الذكرى المئوية لإبرام معاهدة فرساي، وهي إحدى الاتفاقيات التي أوصلت الحرب العالمية الأولى إلى خاتمتها. الآن، تبدلت الأحوال إلى حد ما. ففي حين فرضت المعاهدة تعويضات ضخمة على ألمانيا، تحمل ألمانيا اليوم زمام المبادرة في فرض التزامات الدين الضخمة على اليونان زميلتها في عضوية منطقة اليورو.

على الرغم من تبدل أدوار الدائنين والمدينين منذ عام 1919، تظل اللعبة على حالها دون تغيير. فالدائنون يريدون استرداد أموالهم، والمدينون يريدون تجنب السداد. المدينون يريدون إعفاءهم من الدين، في حين يشعر الدائنون بالقلق الشديد إزاء "المخاطر الأخلاقية" ويتجاهلون التأثيرات الـمُعدية المزعزعة للاستقرار المترتبة على جعل البلدان المدينة أكثر فقرا. المحزن في الأمر أن منطقة اليورو لم تتعلم دروس الدين من فرساي، ولم تستجب لتحذيرات جون ماينارد كينز.

عندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، أصر الحلفاء المنتصرون على إرغام ألمانيا على تقديم "التعويض" عن الأضرار التي أحدثتها في الحرب، جزئيا لسداد الديون المستحقة على بعضهم بعضا. لكنهم فشلوا في الاتفاق في فرساي على رقم نهائي للتعويض، وكلفوا لجنة التعويضات بتحديد الرقم بحلول عام 1921.

https://prosyn.org/fVzliEIar